كلمة ترحيبية

يسرنا أن نُرحب بكم أجمل ترحيب في الموقع الإلكتروني للأمانة العامة لصون المها العربي. يقوم الهدف العام للأمانة العامة لصون المها العربي على ترسيخ وتعميق التعاون والشراكة مع مختلف دول انتشار المها العربي في شبه الجزيرة العربية للحفاظ عليه وإكثاره وإعادة توطينه في بيئاته الطبيعية ومَد جسور التعاون بين هذه الدول والمؤسسات المعنية بصونه إلى مجالات أرحب وآفاق أوسع.

وإننا في هيئة البيئة – أبوظبي سُعداء باستضافة مقر الأمانة العامة لصون المها العربي ودعمها بكل الإمكانات لتقوم بدورها الرائد في تعزيز التعاون الإقليمي بين دول انتشار المها العربي مِن خلال توحيد الجهود المؤسسية وبناء القدرات والخبرات وتبادل البيانات بما يضمن نجاح جهود حمايته وفق المعايير العلمية والدولية.

لقد نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة وبكل فخر واعتزاز في أن تكون في صدارة دول المنطقة في الحفاظ على المها العربي وزيادة اعداده في بيئاته الطبيعية. ونستذكر في هذا المقام الجهود الكبيرة التي بذلها المغفور له بإذن الله تعالى الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه في حماية المها العربي من الانقراض. إذ أمر رحمه الله في العام 1968م بإنشاء أول برنامج لإكثار وحماية المها العربي بمدينة العين التابعة لإمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. وكانت رؤيته الثاقبة طيَّب الله ثراه ـ في جهوده لحماية المها العربي ليس من منظور بيئي فحسب، بل ترتكز على أنَّ هذه الأنواع الحية المهددة بالانقراض تُشكل جزءً لا يتجزأ من الهُوية الوطنية للإنسان في دولة الإمارات العربية المتحدة وبالتالي فالحفاظ عليها يُعد واجبًا وطنيًا. وبفضل النجاح الكبير لهذا البرنامج في إكثار المها العربي، فقد صار رافدًا أساسيًا لبرامج إطلاقها سواءً في داخل دولة الإمارات العربية المتحدة أم خارجها.

لقد تَمكنت الأمانة العامة لصون المها العربي بفضل الله أولاً ثم بدعم قيادتنا الرشيدة ودول الانتشار في أن تُحقق لنفسها مكانة إقليمية رائدة من خلال بناء شبكة اتصالات فاعلة مع المؤسسات المعنية بصون المها العربي والارتقاء بمنظومة التعاون الإقليمي لتشمل مجالات الصون الطبيعي للمها العربي كافةً مثل إدارة القطعان وفق المعايير البيئية والعلمية والصحية بما يسهم في الحفاظ عليها واستدامتها كمًا ونوعًا، وتطوير خطط عمل ومبادرات وطنية وإقليمية تُلامس التحديات الميدانية لإدارة مجموعات المها العربي بالمنطقة والأخذ بأفضل الحلول المُستدامة لهذه التحديات. هذا إلى جانب المبادرات التي تبذلها الأمانة العامة لصون المها العربي ذات الصلة ببناء وتطوير القدرات البشرية للعاملين بالمؤسسات المعنية بصون المها العربي وتعزيز الوعي البيئي المجتمعي لدعم الجهود المبذولة بهذا الشأن.

وإذ نتطلع إلى أن يكون هذا الموقع الإلكتروني شريانًا حيويًا لإمداد زائريه بالمعلومات التي يحتاجون إليها بشأن المها العربي وجهود حمايته، فإننا نُرحب بآرائكم واقتراحاتكم الهادفة التي ستُسهم بإذن الله تعالى في جَعله موقعًا مُفيدًا يسهم في بناء وتعزيز الوعي البيئي بأهمية الحفاظ على المها العربي لأهميته الثقافية في التراث العربي ولدوره الحيوي في النظام البيئي بمنطقة شبه الجزيرة العربية ولكي تَنعَم الأجيال القادمة بمشاهدة جَمَاله في الطبيعة.